هل نستطيع علمياََ أن نثبت "كيف يقول الله للشيء كن فيكون؟


إِنَّ الله لا يحدهُ الزمان ولا المكان, فهو الكل بألكل, ماليء الكل. وهذا معناه بأن زمان الله هو متوقف تماماََ, اي هو صفراََ مطلقاََ.

 

فكثيراََ ما نسمع إِنَّ الله يخلق الاشياء بكلمةِِ منهَ, فيقول للشيء "كُنْ فَيكون" فكيف يمكننا أن نفسر هذا من الناحية العلمية بحسبِ معرفتنا العلمية الحالية من قوانين الفيزياء التي لدينا؟ ولنقل حاشى لله ونستغفره عن ما سنفرضهُ مقدماََ! فلاهوتهُ أَسمى مِنْ ما تستطيعُ عقولنا الصغيرة تصورهُ باي حالِ من الاحوال.

 

فلو فرضنا إِنَّ الله إبتداء بخلق شيءِِ ما, ولنأخذ مثلاََ على ذلك "شجرةِِ ما" , ولنفرض إِنَّ سرعة عملهِ بطيئةُُ جداََ ولنقل بسرعة حركة أبطاْ خلائِقِهِ حركةََ!

 

وهنا لنقول بأن خلقِ الشجرة قد يستغرق حسبَ توقيتنا " مئةَ الف مليون سنة" فكم من الوقت أخذ الخالق في خلقهِ تلك الشجرة؟

 

الجواب بالنسبةِ لحسابنا وتصورنا فهو " مئةَ الف مليون سنة " ولكن كم إستغرق خلقها بالنسبةِ لله؟ فلما كان الزمان بالنسبةِ لهُ متوقف تماماََ, فهو لم يستغرق في خلقها اي زمن أو وقت, بالرغم من سرعتهِ البطيئة جداََ التي فرضناها بطريقة تصورنا, أي هو بحساب الزمن المتوقف لديه " خلقها بنفس اللحظة التي تصورها ونوى خلقها" أي نوى,  فقال,  فصنع,  فكان! أي لم يستغرق في خلقها أي زمن, اي اصبح زمن خلق الشجرة صفراََ, وبهذا يكون بالنسبةِ لله الامر كله " كنُ فيكون" .

 

اما بالنسبةِ لوجود الله في كل مكان, فنحنُ نسمع إِنَّ " الله هو الكل بالكل ماليء الكل".

 وهنا, وكما فرضنا سابقاََ وقلنا دعونا نتصور بأَنَّ سرعة حركة الله هي بسرعةِ حركة أبطاْ خلائِقِهِ ْ! ولنقل إِنَّ الله سبحانَهُ اراد أن ينتقل من مكان إلى آخر يبعد عنهُ الف كيلومتر, فكم سيستغرق إنتقاله بين النقطتين؟

 

لنفرض إِنَّ أبطاْ خلائِقِ الله يقطع مسافة كيلومتر واحد في اليوم

فبالنسبةِ لنا من قوانين الفيزياء سيستغرق:

 

المسافة / ألسرعة = الزمن

 

اي 1000 كيلومتر / 1 كيالومتر باليوم = الف يوم

 

ولكن كما قلنا سابقاََ فالله لا يحكمه الزمان, أي إِنَّ الزمان بالنسبة لهُ متوقف تماماََ, فيكون الله قد قطع مسافة الف كيلومتر بنفس اللحظة التي نوى الانتقال فيها من النقطة الاولى إلى النقطة الثانية, اي إنَّهُ تواجدَ في النقطتين في نفس اللحظة.

 

وبتعميم الحركة إلى كل نقطة في الكون والوجود, سنرى بأّنَ سبحانه ينتقل من نقطة إلى أُخرى في كلِ الكون والوجود بالرغم من سرعتهِ البطيئة جداََ التي فرضناها  وبنفس اللحظة التي نوى فيها الانتقال, فيكون بهذا متواجد في كل نقطة منَ الكون والوجود الذي نتصوره ونعرفه او لا نتصورهُ ولا نعرفه ُ, اي إِنَّ الله متواجد في نفس المكان والزمان وفي نفس اللحظة في كل الوجود, اي إِنَّهُ يملاء كل الوجود والكون بحضرتهِ.

 

نحنُ فرضنا اولاََ بأنَ سرعة الخالق بطيئة جداََ, وكان هذا لتبيان "إِنَّ سرعة الانتقال او العمل لا تؤثر على سرعة الخلق والعمل او الانتقال الفعلية. لكن بالحقيقة فإِنَّ سرعة الخالق في الانتقال من مكان إلى آخر هي ما لا نهاية, أي اسرع من البرق بلايين المرات, وهذا يتبين من المعادلة الفيزيائية التالية:

 

المسافة / الزمن = السرعة

فبالنسبة لله لما كان زمانهُ متوقف تماماََ , اي صفراََ , فتكون سرعتهُ:

 

السرعة = المسافة /الزمن = المسافة (مهما كان طولها) / الصفر = ما لانهاية

 

فهذا معناه إِنَّ ألله ينتقل من مكان لآخر مهما بعدت المسافة باللحظة, اي هو متواجد في المكانين في آنِِ واحد.

 

وهنا نقول:

الله موجود في كلِ مكان وزمان وهو يملاء الكل, وهو الكل بالكل.

 

هذا الإثبات هو من الناحية الفيزيائية العلمية التي تتقبل عقولنا تصورهَ, اما الحقيقة المطلقة التي لا نفهم ماهيتها فهي : إِنَّ الله يخلق كل شيء بكلمةِِ منهُ فيقول للشيء "كن فيكون" وهو موجود في كل مكان وفي كلِ زمان وفي نفس اللحظة بطريقتهِ التي لا نفهمُ ماهيتها بعد! ولنقل سامحنا يا أبانا الذي في السماء ولتكن مشيئَتُكَ في كلِ زمان وفي كُلِ مكان, فنحنُ نحاول أن نفهم نقطة من بحر لاهوتِكَ الذي لا يمكننا حتى تصورَهُ!

 

نوري كريم داؤد

26 / 08 / 2009



"إرجع إلى ألبداية"